مدونة شخصية للصحفي والكاتب علي ناجي تنشر مستجدات الوضع السياسي العراقي

من المنتصر اردوغان التلميذ ام داعيته الاسلامية



"ليس بالجديد على الساحة السياسية التركية، وجود الازمات وانشغال راي العام فيها، لان الجمهورية التركية ولدت من رحم  الازمات والانقلابات العسكرية. لكن الصراع الحالي في انقرة، بين رجب طيب اردوغان رئيس التركي وفتح الله كولن الداعية الاسلامية التركية، يختلف عن الازمات السابقات، لان كليهما يقبضان، اليوم، على سدة الحكم في تركيا، الاول من خلال منصبه كرئيس للجمهورية ونفوذ حزبه العدالة والتنمية (حزب الحاكم) وصاحب الـ 327 مقعدا من أصل 550 في البرلمان التركي.

اما الاخر (فتح الله كولن) المقيم حالياً في الولايات المتحدة الاميركية، فان اتباعه ومناصريه قد تغلغلوا في كل مؤسسات الدولة التركية،  وخصوصاً في سلكي الامن والقضاء، وان حسب ما اتهمتهم الحكومة التركية، بانهم كانوا وراء حملة الاعتقالات التي شهدتها تركيا في 17 كانون الأول الماضي لمكافحة الفساد، وطالت أبناء وزراء ورجال أعمال ومسؤولين أتراك ومنهم مقربين على الرئيس التركي. هذا التخلخل ومحاولات اردوغان لانهاء صوت وقوة الداعية التركية، يجعله امام ثلاث مهمات واحدة اصعب من الاخرى، اولها تم تنفيذها باصدار مذكرة اعتقال دولية "الانتربول" بحق كولن، التي سبقتها اعتقال رئيس تحرير صحيفة "زمان" كبرى الصحف التركية، وكذلك مدير مجموعة "سامايولو" الإعلامية التابعتان للداعية الاسلامية.

اما الثانية، تتمحور في منع تمدد حركة "خدمة" التي يوصفها اردوغان بـ"كيان الموازي" وهى حركة دينية لديها الكثير من المدارس في تركيا، وخارجها بدءا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا وأوغندا، مرورا بالبلقان والقوقاز، فضلاً عن امتلاكها ماكنة اعلامية قوية جداً وشركات خاصة وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية، التي عملها يمتد الى اقامة مراكز ثقافية في الكثير من الدول، وهذا مما سيجعل الحكومة التركي تعمل لمنع تشويه صورتها في خارج بلادها ايضاً، بسبب انتشار هذه الحركة. والاخيرة التي هي الاصعب للرئيس التركي التي من خلالها سيشعر بلذة النصر على الداعية الاسلامية، عن طريق ايجاد اتباعه المتخللين في المؤسسات التركية وانهاؤها، وهذا يتطلب وقتاً ليس بالقليل خاصة مع تعاطف عدد ليس بالقليل من الشعب التركي مع كولن لكونه داعية اسلامية و، مما يجعل اتباعه في عمل مستمر لاضعاف نفوذ اردوغان وتقليل من جماهيرته.


كولن المتحول من حليف لاردوغان الى خصمة، مايزال ينظر الى رئيس جمهورية تركيا بانه تلميذه الذي خرج عن مساره بسبب السلطة، في حين وتتهم السلطات التركية كولن بالتآمر سرا لإسقاط النظام، اما الاحزاب المعارضة لحزب العدالة والتنمية، فانها تنظر بسعادة لما يجري بين الداعية الاسلامية والتركي، تحسباً منها لتقليل شعبية العدالة والتنمية، وكذلك الحال لبلدان المجاورة لها، وايضاً للدول الكبرى تراقب عن كثب لما يجري، خاصة بعد استشعار رجب طيب اردوغان بان بلاده الدولة الاقوى في المنطقة، ولها يد في كل قرار يصدر بالشرق الاوسط، سواء كانت السياسية او الاقتصادية او العسكرية. وهذا سيجعل من تركيا منظراً مهماً لمشاهدة نتيجة الخصام، كما يحصل في صالات الفنون القتالية بخروج المنتصر بعدما سحقه خصمة وجعله يترك ممارسة هذه الفنون.

شاركه على جوجل بلس

عن alinaji138

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك