مدونة شخصية للصحفي والكاتب علي ناجي تنشر مستجدات الوضع السياسي العراقي

عامل الفندق

في عصر بارد.. طلب من مسؤولهِ أذناً ليذهب الى منزلهِ. رذاذ لعابه نشف، بعد أن أغضّبَ المسؤول لكثره الكلام حول منحه الأجازة.

أصوات وقوف كوابح السيارات والدخان المتصاعد أربكت الجالسين في صالة الفندق، راكبو السيارات توزعوا إمام الفندق محملين بالأسلحة وأجهزة الاتصال، نزل رجلٌ طويل القامة بهيئة قوقازية، يلف الوشاح رقبته؛ معطفه يصل لنهاية قامته، فيما تبرز ثلاث نقاط خضراء اللون فوق احد الحاجبين.

أسرع مسؤول الفندق بفتح الباب ونادى على العامل ليوصل السيد إلى الطابق السابع غرفه رقم 11.
قصة قصيرة


أرتجل العامل والرجل "القوقازي" المصعد، أشعل سكارته، التفت العامل نحو لافته التنويه المرسومة عليها علامة ممنوع التدخين، نفخ القوقازي بوجه العامل، الذي يفكر بحيلةٍ للالتحاق بالعمل الجديد، وصلوا إلى الطابق السابع، في أولى الخطوات لهم، فتحت باب الغرفة امرأة جميله، حمراوية الشفتين واضعة قطعة حرير بيضاء مزخرفه على كتفيها:

- لم تاتِ أمس واليوم تأخرت أين كنت؟

نظر القوقازي بطرف عينه نحو العامل، طلبت السيدة من العامل ان يرتب فراشها، أخذها القوقازي بالأحضان وارتشف من رحيق شفتيها. أصيبت بالخدر وكادت تسقط لولا التصاقها بالحائط، همست له: "أخبرت والدك عن كل شي".

صمت القوقازي قليلاً.. بصق بوجهها، طبع اثر كفه على خدها الترف، وصقع إذنها اليسرى بضربته لتنزف دماً، وضعت القطعة المزخرفة على إذنيها، وصرخت بحبها له، أغرقت عيونها بالدمع، أنفاسها بدأت بالتسارع. تركها ونزل لسيارته.

تألم لحالها عامل الفندق: اسمعني أيتها الناعمة الناعسه، *"قلب المرأة به غرفة واحدة وحيدة، يدخلها رجل واحد فقط، وإن خرج منها لا يدخل، أيًا كان، بها، لكن قلب الرجل فندق به عدد لا متناهٍ من الغرف، لكن من هي التي تسكن جناحه الخاص؟"، رن جوال العامل برسالة من احد العاملين في الفندق الأخر يخبره بضرورة الحضور يوم غد لبدء العمل الجديد.


شاركه على جوجل بلس

عن alinaji138

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك